بســـــم الله الرحمن الرحيم
أيتها الجزائريات، أيها الجزائريون،
بكثير من الأمل و لكن بإدراك للصعوبات التي ستعترض المشوار ، قرر مواطنون منكم و من كل الفئات والأعمار، و من كل جهات الوطن توحيد طاقاتهم وعطائهم وكفاءاتهم لإنشاء حزب سياسي “جيل جديد”، خدمة لمجتمعهم والمساعدة في تجاوز تناقضاته وغايتهم دفع الجزائر نحو تنمية شاملة “بشرية ومادية وخلقية” التي تستحق.
بلدنا يستفيق
إن الأمم الكبرى وقبل بروزها في العالم المعاصر عاشت هي الأخرى لحظات استثنائية في تاريخها، من تحولات عميقة مؤسسة على رؤى جديدة للعالم أدت بها إلى ثورات سياسية.
إن الجزائر بدورها تعيش مخاضا شديدا من أجل تحول شامل وحاملا لواقع جديد بوادره أصبحت جلية.
فبعد حرب التحرير، التي هي نفسها المؤسسة للعناصر المكونة لشخصيتنا الوطنية، و بعد الرفض الشعبي في أكتوبر 1988 للتجربة الشمولية للحزب الواحد، و بعد 10 سنوات من العنف الداخلي المتشنج و 10 سنوات أخرى من خبط عشوائي آن الأوان لتدشين عهد البناء السياسي العقلاني تتضافر فيه جهود الجميع ، غايته تحقيق كرامة المجتمع و التطلع إلى مستقبل أفضل.
حان الوقت إذا من أجل تنظيم الديناميكية الداخلية للمجتمع، والتي من خلال التحولات الجارية تسمح بالخروج إلى آفاق جديدة.
و قد أضحى هذا الأمر ممكنا، لأن حدة المآسي المعيشة خلال العشريات الأخيرة جعلت الجميع “نساء و رجال” يزرعون بفضل كفاحهم و تضحياتهم بذور خصبة يبشر بتطور سليم وسريع لمجتمعنا. ففي عز ذلك الواقع تمكن الجزائريون من تقوية حسهم الوطني وخلق شروط ملائمة لأفـاق تاريخي جديد.
تجاوز النزاعات الإيديولوجية
بعد مرور الأوقات العصيبة الناتجة عن الصراعات الإيديولوجية العنيفة حول هويتنا، حول علاقتنا بالإسلام و التقاليد والتطور، والدولة وقضية المرأة الخ..، بدأت تلوح في الأفق بوادر الشخصية الجزائرية الجديدة آخذة بعين الإعتبار القيم العالمية و رؤية مستقبلية أكثر تناسقا.
بالرغم من بطأ السير إلا أن الجزائر بدأت بالفعل في الخروج من انقساماتها الإيديولوجية الذاتية المميتة لتنتقل نحو منابعها الحيوية المتمثلة في هويتها التاريخية ومرجعيتها ا الثقافية والحضارية ومن ثم الدخول العالم الموضوعي المفعم بالتحديات الراهنة الخاصة بالمواطنة والمجالات الإقتصادية والإجتماعية … أو بعبارة أخرى العالم السياسي.
لقد تم التفكير في “جيل جديد” على أمل المساهمة في بناء هذه الجزائر الجديدة حيث أسس برغبة ملحة على أن يتناغم مع الوعي الناشىء مستلهما في ذلك التاريخ والثقافة والهوية والشخصية الجزائرية الأصيلة ومقترحا في الوقت ذاته رؤية مستقبلية ورجال بكفاءات عصرية وتصور جديد وأدوات سياسية معصرنة
جيل جـــــديد
من شروط ازدهار الجزائر الإنتقال إلى عهد جديد نوعي في البناء ولن يتأتى ذلك إلا بلقاء “جيل جديد” ذات صلة بماضيه المجيد وبجيل نوفمبر.
إن الجيل الراهن بحاجة إلى هذه المعالم بجذورها ورأسمالها الرمزي المحقق بفضل الأجيال السابقة بجهود جبارة تثير الإعجاب، وينبغي ادماج المكسب التاريخي في حركة التجديد للإنتقال إلى مرحلة جديدة وهنا يكمن الهدف الأساسي والعميق ل”جيل جديد” الساعي إلى بناء على البناء.
وعليه يقترح حزب ” جيل جديد” على الجزائريات و الجزائريين برنامج سياسي و مسعى عملي يتجاوز الانقسامات الإيديولوجية التي كانت قائمة منذ نشأة التعددية الحزبية ، منذ أكثر من عشرين سنة.
هذا الحزب لا يحمل إيديولوجية بل بكل تواضع فهو حاملا لمثل جوهرية سيدافع عنها أمام شعبه الحرية، العدالة والمساواة، الكرامة، القانون فوق الجميع، الديمقراطية، حب الوطن، التضامن، التمسك بالسيادة، التطور المعنوي و المادي. هذه بعض المثل التأسيسية التي سيدافع عنها جيل جديد.
لأن ” جيل جديد” مدفوع بطموح الإتيان بالمعاني المنيرة وبحسن تطبيقها من خلال البحث و الطرح والتجديد و اقتراح ديمقراطي من أجل بلوغ الحكم الراشد.
يعبر “جيل الجديد” وسيعبر عن وعي سياسي جديد و عقد معنوي مع المواطنين الذين أصبحوا يطالبون بالأحسن والأفضل لأن طموحهم كبير نحو بلدهم. حزبنا سينبع من إرادة الجزائريين الذين يريدون الوثوق به و العمل على تفعيله.
سيتشكل “جيل جديد” من نساءا و رجالا ، كهولا و شبابا ، مواطنين من جميع المستويات الفكرية و من جميع جهات الوطن.
“جيل جديد”يسعى من أجل تشكيل بوتقة تنصهر فيها جميع النوايا الحسنة متجاوزة كل اختلافاتها، هدفها تمكين البلد من قيمة إضافية دون حسابات أو انتظار مقابل.
ينوي “جيل جديد ” بكل تواضع و لكن بعزم شديد، الخوض في الكفاح السياسي بهدوء و بطريقة سلمية و بمساعدة الجميع.
فليمنحه الله القوة و الإرادة و البصيرة من أجل الوصول إلى تجسيد هذا الأمل للأمة.
عاشت الجزائر حرة قوية مزدهرة
المجـــد والخلود للشهـداء
الجزائر في 13 أفريل 2011