Categories: بيانات

بيان سياسي 17-03-2019

Temps de lecture : 2 minutes

تستمر الازمة السياسية التي تشهدها الجزائر والتي لم يسبق لها مثيل، محدثة العديد من المخاطر التي تهدد الاستقرار والأمن الوطني. فالغياب الواضح لرئيس الجمهورية عن أداء مهامه الدستورية أثر بشكل كبير على دور مؤسسات الدولة التي اصبحت شبه مشلولة امام اصحاب الظل من صناع القرار.

لقد اكتشف الجزائريون اليوم أن الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها عند مراجعة الدستور وكذا الوعود التي قدمتها الحكومة، لم تكن في الواقع سوى وهما و سرابا .

ففي الوقت الذي كان الجميع يأمل في رؤية وجوه جديدة ، وبروز أخلاق سياسية وقواعد وطموحات جديدة للبلاد، من خلال المؤسسات الديمقراطية النابعة عن الإرادة الشعبية ، وجد المواطنون أنفسهم مرة أخرى رهينة الممارسات والمساومات المافياوية والترتيبات و المفاوضات السرية التي طالت مجمل الطبقة السياسية .

إن الممارسات غير الأخلاقية الفاسدة و عمليات شراء الذمم التي تتعارض مع المبادئ والقواعد المدنية والأخلاقية للعملية الديمقراطية التي ميزت مرحلة تحضير القوائم الانتخابية للتشريعيات المقبلة كافية لرفض هذه المهزلة .

فلا وزارة الداخلية و لا الاحزاب السياسية المشاركة و لا حملات الاشهار الدعائية المضللة يمكنها اقناع الجزائريين بالمشاركة في انتخابات سيسجلها التاريخ كوصمة عار وإهانة وانتهاك للشرف الوطني .

إن عدم تحرك العدالة إزاء هذه الانتهاكات والممارسات المتعددة والمخالفة للقانون والأخلاق والمبادئ الأساسية للسياسة ، يؤكد عجزها وعدم استقلاليتها.

ضف إلى ذلك عدم قدرة الهيئة المستحدثة لمراقبة الانتخابات على وضع حد لهذه الممارسات وفرض الانضباط الصارم وعدم تحركها رغم وجود ادلة التجاوزات . 

كل ذلك يؤكد مرة أخرى انعدام أي استعداد للتحرك نحو منافسة انتخابية نزيهة وديمقراطية.

إن هذا الاتفاق والتواطؤ المسكوت عنه بين الادارة و وزارة العدل وهيئة مراقبة الانتخابات والأحزاب السياسية المشاركة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحل محل الشرعية الشعبية .

كما ان الحظر المفروض على الأنشطة السياسية للمنادين بالمقاطعة من قبل وزارة الداخلية، وحملة التضييق على الحريات و الاعتقالات التي طالت النشطاء السياسيين و الحقوقيين والقمع الممارس في فض وقفات وتجمعات طلبة الجامعات ،

وتهديدات وزير الاتصال ضد وسائل الإعلام والصحافة الوطنية والابتزاز الاجتماعي ضد السكان وإدارة العملية الانتخابية بوسائل الترغيب والترهيب لن يجبر الجزائريات والجزائريين على التخلي عن شرفهم و كرامتهم .

ان هذه التهديدات لن تقلل من شجاعتنا وإرادتنا واستعدادنا للدفاع عن الحريات والحقوق والديمقراطية .

إن وفاءنا بالتزاماتنا الأساسية، وقناعتنا بصحة موقفنا من عدم الانخراط في المهزلة الانتخابية يدفعنا لدعوة المواطنين لإظهار الكرامة والشجاعة ورفض المشاركة في هذه الانتخابات بطرق سلمية وحضارية و الوقوف في وجه المحتالين و الانتهازيين وأصحاب المصالح الشخصية.

إن التحرك و رفض التواطؤ في هذه المسرحية تجسيد للمواطنة ، و ان عدم المشاركة تأكيد لرفض الخضوع للجبن و الانتهازية.

المجد و الخلود لشهدائنا الابرار 

تحيا الجزائر

عاشت الديمقراطية .

******************************************

الموقعون : 

* فراد أرزقي .

* صالح دبوز .

* محاد قاسمي .

* سليم صالحي .

* علي بن واري .

* مسعود عظيمي. 

*  سفيان جيلالي .

* كريم طابو .

* فريد مختاري. 

* عمار خبابة .

* سعد بوعقبة .

* سمير بن العربي .

Hacen Dadda

Recent Posts

2/2 ما هو دور الأحزاب السياسية في “الجزائر الجديدة”؟

الجزء الثاني: طريق ثالث؟ بقلم : سفيان جيلالي   في ظل النقاشات حول الديمقراطية ودولة…

أسبوعين ago

1/2 ما دور الأحزاب السياسية في “الجزائر الجديدة”؟

الجزء الأول: أين نحن الآن؟ بقلم سفيان جيلالي للعمل الحزبي التعددي في الجزائر تاريخٌ طويل.…

أسبوعين ago

إجابة جيل جديد على مشروع قانون الأحزاب السياسية ومشروع قانون الجمعيات

إلى السيد الأمين العام لرئاسة الجمهورية ردًا على طلبكم القيم بشأن رأينا في مشروع قانون…

أسبوعين ago

النشرة الاقتصادية للمجلس العلمي لجيل جديد – السداسي الثاني لسنة 2024

صدرت النشرة الاقتصادية للمجلس العلمي لحزب جيل جديد الخاصة بالسداسي الثاني لعام 2024، والتي أعدها…

3 أسابيع ago

مساهمة جيل جديد في النقاش الوطني حول مشاريع القوانين المتعلقة بالبلدية والولاية

إلى السيد الأمين العام لرئاسة الجمهورية   الجزائر في 15 جانفي 2025 يؤمن جيل جديد بفضائل…

3 أسابيع ago

التأمل الخامس: أي سيادة للجزائر ؟

التأمل الخامس: أي سيادة للجزائر؟ بقلم: سفيان جيلالي "المشكلة المطروحة بشكل جيد هي نصف الحل."…

شهرين ago