مع الحراك الشعبي، إستطاع الإعلام الجزائري كسب بعض المساحات من الحرية.
متخلصين من الصمت المفروض، شرعت الكثير من المؤسسات الإعلامية في تغطية المظاهرات في الشارع و في إعطاء الكلمة لكثير من الناس.
في هذا الغليان العام، تضاعفت الحصص التلفزيونية و معها عدد كبير من المتدخلين.
و بما أن الساحة السياسية هي ما هي، فقد ظهر فجــأة عدد من المتربصين و طرحوا لنشر تحليلاتهم و نصائحهم، إلى هذا الحد هذا مقبول.
ما هو غير ذلك، هو الرقابة الصامتة والعامة التي يخضع لها جيل جديد. حيث أن معظم القنوات التلفزيونية مغلقة بإحكام لقياديي و ممثلي جيل جديد.
يبدو أن منشطي “الحصص الكبرى” قد فقدوا أرقام هاتفه و عناوين بريده الإلكتروني !
بعض المواقع الإلكترونية من بين الأكثر أهمية لا تبلغ حتى عن شظايا من بياناتنا الصحفية أو مواقفنا.
جيل جديد، الذي أبقى على موقفه الواضح و المباشر منذ سنوات، كان ينتظر أن يكون مدعوا للمشاركة في النقاش العام، مثل الآخرين.
على ما يبدو، قد توافقت القنوات على مسح من الذاكرة الجماعية المناضلين الذين قالوا لا لهذا النظام، الذين خرجوا إلى الميدان، الذين قمعوا و أخِذوا إلى مراكز الشرطة، الذين رفضوا إغراءات الانتخابات الزائفة ووعود الحصص من المقاعد و الذين بقوا أوفياء لمبادئهم. أكثر من ذلك، تعطى الكلمة لإنتهازيي السياسة، الذين لم يجرؤوا على قول كلمة الحق ليحلوا اليوم على الشاشات لنشر خطاباتهم غير المتناسقة.
هكذا، تعطى الكلمة لإختصاصيي قلب السترات و مناضلي الساعة الخامسة و العشرين على حساب النساء و الرجال الذين بنوا عملا سياسيا جاد و حازم خرج منتصرا اليوم.
في هذا المشهد الإعلامي، لا يسع جيل جديد إلا أن يحيي الصحافة المكتوبة، أو على الأقل جزء منها، التي أعطته الكلمة عموما و قامت بتغطية نشاطه.
نجرؤ على الإعتقاد، أن هذا ليس سوى سوء فهم أو “إهمال جماعي” لوسائل الإعلام تجاه جميع أولئك الذين ناضلوا و عملوا لتعيش الجزائر هذه اللحظات من الأمل و السعادة.
الأمانة التنفيذية للإتصال