Temps de lecture : 3 minutes
وفقاً لأحدث إحصاء صادر عن لجنة حماية الصحفيين، والذي نشر يوم الثلاثاء 21 نوفمبر، قُتل 53 صحفياً منذ 7 أكتوبر وبدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ومن بين هؤلاء الضحايا 46 فلسطينيا.
بالأمس فقط، قُتِلت الصحفية في شبكة” الماجدات” الإعلامية آلاء طاهر الحسنات وشقيقتها الشاعرة جنين طاهر الحسنات وعدد كبير من أفراد عائلتهم إثر قصف إسرائيلي لمنزلهم في قطاع غزة…
واليوم الثلاثاء 21 نوفمبر، الجيش الإسرائيلي يقصف نقطة لتجمع الصحافيين في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل طاقم قناة ” الميادين” الذي ضم المراسلة فرح عمر، والمصوّر ربيع معماري….
وهكذا، ففي كل دقيقة في الضفة الغربية، أو بشكل خاص في غزة خلال هذا الوقت العصيب، يخاطر أعضاء الصحافة بحياتهم لبث الفظائع التي يتعرض لها المدنيون في غزة.
يجد الصحفيون على الأرض في غزة أنفسهم، بالإضافة إلى وظيفتهم الصحفية، يشاركون في جهود شجاعة، يحاولون يائسين الحفر بأيديهم العارية، لانتشال ضحايا القصف المتواصل المحاصرين تحت الركام وأنقاض منازلهم؛
يجد هؤلاء الصحفيون أنفسهم أيضًا يقودون، مثل رجال الإنقاذ، سباقًا مع الزمن لنقل طفل جريح أو يحتضر إلى ما تبقى من غرفة الطوارئ في المستشفى، حيث من المحتمل أن تكون المساعدات الطبية أو الكهرباء مقطوعة….
هل هناك شجاعة كهذه؟ نعم، يمكننا أن نسمح لأنفسنا أن نقول إنه في غزة، إنها شجاعة كل صحفي وعضو في الصحافة، الذين تكون مشاعرهم عميقة بقدر ما يشهدون وينقلون هذه الحقائق التي لا تطاق إلى بقية العالم، وخاصة العالم الغربي الذي يمكن أن نقول عليه هو ضحية للتضليل العالمي، بينما نحزن في بعض الأحيان على خسارة شخصية، أو حتى في كثير من الأحيان، ندفع الثمن النهائي.
إذا كان العالم لا يزال يرى ما تخفيه وسائل الإعلام الغربية، فذلك بفضل التضحية القصوى لكل هؤلاء الصحفيين “الأحرار” الذين أصبحوا هدفًا للمجرمين الصهاينة وعرابيهم الذين يحمونهم.
ومن خلال التزامهم، مكّن هؤلاء الصحفيون “الشهداء” قبل كل شيء من “إزالة الغموض” عما كان حتى ذلك الحين مرجعاً لما يسمى بالعالم الحر من حيث حرية التعبير والإعلام والديمقراطية وحقوق الإنسان. إنه العالم الغربي “الكاذب والمنافق” .
وبفضلهم، لن يعود عالم الإعلام كما كان من قبل..وسيكون من حق شعوب العالم الحصول على معلومات أخرى.
من عالم الإعلام الغربي المهيمن “أحادي القطب” إلى عالم جديد من المعلومات المتعددة الأقطاب والأكثر مصداقية. ..
في هذه الأوقات التي تتسم بحالة عدم اليقين المتعددة في العالم، لم تكن تضحيات جميع الصحفيين لتذهب سدى!
سيواصل الصحفيون الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة ممارسة “مهنتهم النبيلة” مستذكرين دائمًا المقولة الشهيرة للصحفية المقتولة شيرين أبو عقلة: “التغطية الإعلامية مستمرة”……
رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان….
#فلسطين #غزة #إعلام #صحفيون #جريمة_حرب
د. لخضر أمقران
نائب رئيس جيل جديد