بعد إنعقاد مجلس الوزراء الأخير, بتاريخ 09 مارس 2025 و تذكروا جيدا هذا التاريخ, لأنه هام في ذاته, لفت إنتباهي قرار الجهاز التنفيذي الرامي إلى إستراد مليون رأس غنم ترقبا لعيد الأضحى المبارك و ذالك, لتغطية العجز أو بالأحرى, لضبط أسعار الاضحية, التي عرفت السنة الماضية ارتفاع جنونيا و أصبحت الطبقة الوسطى من المجتمع غير قادرة على إقتاء الأضحية.
نعود الان إلى تاريخ 09 مارس 2025 الموافق إلى 09 رمضان 1446, ما يعني أقل من 90 يوم من تاريخ عيد الأضحى المبارك, اين قرر الجهاز التنفيذي, إعداد دفتر الشروط و طرح مناقسة دولية لإقتناء مليون رأس غنم, دون الأخذ بعين الإعتبار ان هذا العدد الهائل من رؤوس الإغنام لا يمكن أن يوفره منتج واحد و يجب البحث و تنسيق مع عدة منتيجين من دول مختلفة, مما سينتج عليه ارتفاع الأسعار في السوق العالمية (كل المنتجين في العالم على دراية بمقربة عيد الأضحى المبارك) علاوة من ذالك, فإن أكبر السفن الناقلة للأغنام تتسع لي 20.000 رأس مما يستلزم 50 باخرة او أكثر, و بعد ذالك توفير الأعلاف و مساحات المكث لهذا الكم الهائل, و هذا و أعيد تذكيره, في مدة لا تتجتوز 90 يوم في أحسن تقدير و مع كل ما يترتب عليه من إكتظاظ على مستوى الموانئ الجزائرية (إضافة مقروبة 50 سفينة إضافية لبرامج الموانيء الذي يعرف إكتظاظ منذ مقربة 6 أشهر) و الطرق المؤدية إليهم, نهيكا عن إمكانية تسخير الموارد المادية و البشرية لمواكبة هذه الحركة اللا مسبوقتة في تاريخ البلاد.
انا على يقين انه كان من الأحسن أخذ إجراءات منذ مدة طويلة, بتحسين العرض على مستوى سوق الأعلاف من جهة و هيكلة مهنة مربي الأغنام أو ما يعرف بالموالين و تفادي الدخلاء في هذا الميدان او ما يعرف بالتجار الموسميين من جهة أخرى, لأن الإستراد سيشكل تهديد مباشر لشعبة تربية الانعام, حيث سيحث الكثير من المربيين الصغار, عن الإبتعاد من هذا الميدان و كذالك يمكن ان يهدد السلالات المحلية, خاصة إذا تم بيع الانعام مباشرة للمواطنين, حث ان مخاطرة الإخطلاط مع السلالات المحلية جد وارد.
لهذا من جد المحتمل, ان يكون هذا القرار,لا يخدم ميزانية الدولة و لا شعبة تربية الأنعام, و الحل يمكث في تطوير شعبة الأعلاف بإدخال مثلا أصناف جديدة مثل القطف* و تطوير أيضا شعبة تربية الأنعام بتحسين مردودية السلالات المحلية, و في الأخير, الخروج من سياسات الدعم التي كسرت كل المجهودات الرامية لنهوض الحقيقي بالإقتصاد الوطني و ساعدت على ظهور المتطفلين, الدخلاء و الإنتهازيين و التي لم تعد بالفائدة على المواطن البسيط, الذي كالعادة, يبقى العجلة الأخيرة للمركبة.
خليل بن عبيد
لجنة الفلاحة – المجلس العلمي لجيل جديد
Atriplex Halimus*