بيان: التنديد بالفساد يوصلك إلى السجن

بيان: التنديد بالفساد يوصلك إلى السجن

Temps de lecture : < 1 minute

بيان

التنديد بالفساد يوصلك إلى السجن!

يُعلم جيل جديد الرأي العام أن السيدة نهيمة عباد، الأمينة الوطنية والمنسقة الولائية للحزب بتيبازة، قد حُكم عليها بسنة سجن نافذة في جلسة فورية، إثر شكوى رفعها رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية فوكة.

لقد كانت السيدة عباد، لسنوات عديدة، صوتًا منبهًا بشأن تسيير بلديتها، حيث دأبت على نشر فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي تنبّه فيها السلطات المحلية إلى مظاهر التسيير الكارثي، سواء من حيث تدهور النظافة العامة، أو مشاريع محلية مشبوهة شوهت وسط المدينة وجعلته غير صالح للاستعمال منذ سنوات.

ذنبها الوحيد أنها ناشطة ميدانية تقف إلى جانب المواطنين، وتواجه بكلماتها مسؤولين محليين عاجزين عن مواجهة الآفات التي تعاني منها بلديتها.

السيدة عباد لم تُتهم لا بالفساد ولا بالاختلاس ولا بأي تجاوز مالي، بل حُكم عليها بالسجن لأن رئيس البلدية شعر بالإحراج ورفع شكوى للنيابة العامة. وبدلاً من تحمل مسؤولياته ومعالجة المشاكل الحقيقية، اختبأ خلف منصبه للانتقام من امرأة شريفة ووطنية.

إذا كان أسلوبها في الخطاب لا يروق للبعض، فإن الواقع البائس والممارسات المشبوهة في التسيير المحلي تفسر ذلك بوضوح. وبدلاً من فتح تحقيقات جادة حول هذه التجاوزات، فضّلت السلطات المحلية معاقبة مواطنة نموذجية، كان يُفترض أن تُكرّم في بلدان تحترم الكلمة الحرة.

من البديهي أن قضية السيدة عباد ليست حالة معزولة، فهي ليست الأولى، ويبدو للأسف أنها لن تكون الأخيرة. وكان من المفترض أن تُقلق السلطات العليا في البلاد رؤية مواطنين نزهاء وملتزمين بالتغيير، يُعاملون بهذه الطريقة التي لا تُفضي إلا إلى الإحباط والاستقالة الجماعية من الشأن العام.

إن الضغوط الممارسة على المناضلين، وتكميم الإعلام، وتوظيف القضاء لقمع العمل السياسي لا تبشر بالاستقرار، بل تُؤدي إلى إحباط الأمة وزرع بذور الاحتجاج.

إن جيل جديد يرفض ويدين هذه المقاربة القمعية ضد المواطنين، ويُعبر عن دعمه الكامل والفعّال للسيدة نهيمة عباد في وجه هذا الحكم الجائر والمؤلم.

سفيان جيلالي
          رئيس جيل جديد