خطاب المترشح لرئاسة حزب جيل جديد، الدكتور لخضر أمقران

خطاب المترشح لرئاسة حزب جيل جديد، الدكتور لخضر أمقران

Temps de lecture : 3 minutes

 

المؤتمر الاستثنائي يوم 6 ديسمبر 2025 بزرالدة.

خطاب المترشح لرئاسة حزب جيل جديد، الدكتور لخضر أمقران.

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة،

الرفيقات والرفاق المناضلون،

الضيوف الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أمثُل أمامكم اليوم في هذا المؤتمر الاستثنائي بكل عرفان وامتنان لكل من ساهم في مسار جيل جديد منذ تأسيسه، ولكل مناضل ومناضلة قدّم من وقته وجهده، وواجه التحديات والصعوبات، مؤمنًا بفكرة ومشروع يتجاوزان المصالح الشخصية الضيقة.

إن إعلان ترشحي لرئاسة الحزب لم يكن قرارًا سهلاً. بل كان ثمرة تفكير عميق ومشاورات واسعة مع رفاقي في النضال. لقد تقاسمنا معًا الكثير من التجارب: في الحملات الانتخابية، في النقاشات الفكرية والتنظيمية الحادة، وحتى في لحظات الإحباط حين بدا الطريق مسدودًا. وقد أقنعتني هذه التجارب أن حزبنا ليس مجرد تنظيم سياسي، بل هو عائلة نضالية، توحّدها رؤية واحدة: بناء جزائر ديمقراطية حقيقية، دولة قانون، وفضاء حرّ يليق بأبنائنا وبالأجيال القادمة.

أولاً: الجانب التنظيمي والهيكلي:

لقد أدركنا جميعًا ضرورة أن يتجذر الحزب أكثر داخل المجتمع، وأن يوسّع حضوره ليشمل كل ولاية وكل بلدية. وعليه ستكون أولوياتي:

إعادة بعث الهياكل القاعدية ودعمها بالوسائل والتكوين، حتى يكون كل مكتب بلدي أو ولائي فعّالًا حقًا.

تشجيع انخراط الشباب والنساء والطلبة والعمال في الحزب داخل الجامعات والأحياء وأماكن العمل.

تفعيل برنامج “التكوين السياسي” لصالح مناضلينا، ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات الفكرية والسياسية.

تطوير وسائل الاتصال والرهان على الرقمنة ليكون صوت الحزب حاضرًا يوميًا في الفضاء العام وقريبًا من انشغالات المواطنين.

بهذا فقط نبني حزبًا حيًا، قويًا، قريبًا من المواطن، ويبعث الأمل في النفوس.

ثانيًا: الجانب السياسي

إن الإرث الذي تركته القيادة السابقة، تحت رئاسة الدكتور سفيان جيلالي، واضح لا لبس فيه: الاستقلالية، النزاهة، والدفاع عن قيم مشروعنا المجتمعي.

وأتعهد أمامكم بالحفاظ على هذا النهج وتطويره من خلال:

الدفاع عن بناء دولة القانون التي يخضع فيها الجميع للعدالة وليس لسلطة الأفراد.

الدفاع عن ديمقراطية حقيقية تحترم إرادة المواطن، وتحمي حرية التعبير، وتعزز مكانة الصحافة المستقلة.

إقامة جسور التعاون مع كل القوى الوطنية الصادقة المؤمنة بالتغيير السلمي، بعيدًا عن الشعبوية والاصطفافات الإنتهازية opportunistes.

تقديم خطاب عقلاني ومسؤول، بعيد عن الوعود الكاذبة، يعكس صدقنا مع شعبنا، لأن المصداقية رأسمال ثمين لا يُعوَّض.

ثالثًا: الاستراتيجية الانتخابية والمشاركة في انتخابات 2026

إخوتي وأخواتي،

نقترب من الانتخابات التشريعية والمحلية لسنة 2026 في ظرف سياسي شديد الصعوبة، يتميز بانسداد الفضاء السياسي، وهيمنة قوانين انتخابية مجحفة، وتضييق على حرية الأحزاب المستقلة، مع محدودية إمكانياتنا البشرية والمادية.

ومع ذلك، فإننا في جيل جديد نؤمن أن المشاركة ليست مغامرة، بل واجب وطني ومسؤولية نضالية، لأن التواجد في الميدان هو السبيل الوحيد لترسيخ قيم التغيير من الداخل.

وعليه، فإن استراتيجيتنا تعتمد على:

1. التحضير المبكر والمنهجي:

تقييم شامل لمدى جاهزية المكاتب الولائية والبلدية وتحديد النقائص.

إطلاق برنامج تكوين للمترشحين ومسؤولي الحملات قائم على الاحترافية والمصداقية.

إنشاء لجنة وطنية للانتخابات تشرف على التنسيق والمتابعة القانونية والدعم الإعلامي.

2. الرهان على الكفاءات :

ترشيح الشباب والنساء وفاعلي المجتمع المدني الذين يجسدون روح الحزب ونزاهته.

قيادة حملات انتخابية ذكية وقليلة التكلفة، تعتمد على العمل الميداني والتواصل الرقمي بدل الاستعراضات المكلفة.

تعبئة المتطوعين والداعمين في كل بلدية وحي، ليكون كل مناضل سفيرًا للحزب.

3. تحالفات مسؤولة و مدروسة :

الانفتاح على القوى الوطنية والمدنية النزيهة التي تتقاسم رؤيتنا للتغيير السلمي.

إقامة تنسيقات محلية قائمة على البرامج لا على الولاءات الشخصية.

4. خطاب انتخابي واقعي و مسؤول :

تقديم برامج انتخابية ملموسة تُعالج انشغالات المواطن اليومية: السكن، النقل، التشغيل، التعليم، والخدمات.

الابتعاد عن الشعبوية والوعود غير الواقعية، لأن الصدق أساس الثقة.

5. المشاركة كوسيلة للوجود و التأثير :

إن هدفنا ليس مجرد الحصول على مقاعد، بل الوجود، والإقناع، وكسب ثقة المواطن في العمل السياسي النزيه.

حتى في ظل الانغلاق، تمنح المشاركة للحزب شرعية ميدانية وتحافظ على حضوره داخل المجتمع.

الخاتمة:

إخوتي وأخواتي،

طريقنا لن يكون سهلًا، لكننا في جيل جديد اخترنا مواجهة الصعوبات بالذكاء والصبر والإيمان بعدالة قضيتنا.

نحن لا ننتظر الظروف المثالية، بل نصنعها بإرادتنا ووحدتنا.

سيشارك جيل جديد في الانتخابات المقبلة بعزم من يؤمن بمشروعه، لا رغبة في المناصب، بل لإكمال معركة التغيير من داخل المؤسسات وخدمة المواطنين.

لن ننافس بالمال ولا بالوعود الوهمية، بل بالمصداقية، والكفاءة، وحب الجزائر.

فلنحوّل التحديات إلى فرص، والانغلاق إلى مصدر إبداع، ولِنُثبت أن صوت المواطن الحرّ لا يُكمَم، حتى حين تضيق المساحات.

لنفتح معًا صفحة جديدة في تاريخ جيل جديد، ولنكن الجيل الذي يحوّل الولاء إلى فعل، والأمل إلى مشروع، والنضال إلى مستقبل.

شكرًا للجميع.