جيل جديد ضحية صراحته

جيل جديد ضحية صراحته

Temps de lecture : 2 minutes
أقلام تكتب :  جيل جديد ضحية صراحته ل #حاج_عيسى_كوزي
منذ بداية #الحراك وحتى قبل رحيل بوتفليقة موقف “#جيل_جديد” كان واضحا من عملية التغيير. المرور عبر مجلس تأسيسي وتطبيق حرفي “ليتنحاو قاع” تهور وفتح الباب لكل الانزلاقات.
الموقف من انتخابات 12/12 حتى قبل إجراءها، كان باعتبارها مرور بالقوة وعلى السلطة القادمة فتح حوار شامل لتفادي أزمة سياسية عميقة قد يصعب حلها مع مرور الوقت، وتجاوب “جيل جديد” بالإيجاب لهذا المطلب الحيوي في صيرورة الدولة الجزائرية.
ولأن المشكل عند البعض, تفكيرهم وفق منطق ( la pensée binaire 0/1)، فكل مواقفهم عبارة عن اختزال رهيب لمشكلات غاية في التعقيد تنتهي عند نقطة ,أن تكون معهم أو ضدهم لا توجد لديهم منطقة رمادية: يا ابيض يا اسود.
ولأن “جيل جديد” قرر أن تكون له وجهة نظر سياسية مختلفة ولم ينخرط في أجندات مبهمة وقفز في المجهول، قرر البعض أن “جيل جديد” لم يعد من الحراك وأنه خان الشعب وأُعلنت ضده حرب شرسة وكأنه المتسبب في كل المحن التي تعرفها البلاد.
بئسها من ديمقراطية تلك التي تصبح وسيلة سب و #تخوين كل مخالف للرأي باسم الشرعية الحراكية، من قبل معارضين مراهقين امتهنوا السياسة في مؤسسات مزورة ولعقود من الزمن، وكأنهم يريدون العودة بنا إلى زمن التكفيريين والعشرية الحمراء.
#شفافية وصراحة الخطاب السياسي كانت السلاح الوحيد “لجيل جديد” كل خطوة سياسية أقدم عليها إلا وأتبعها بندوة صحفية، بيان صحفي وتصريحات عبر مختلف وسائل الإعلام بهدف تنوير الرأي العام بمحتوى الخطوة ونظرة “جيل جديد” للحلول الممكنة للخروج من الأزمة. خيار الصراحة والشفافية الذي انتهجها “جيل جديد” سيكون لها بعض العوارض السلبية بطبيعة الحال بحيث أضحت للبعض فرصة لتتبع كل صغير وكبيرة بمناسبة كل خرجة إعلامية فقط ولغرض تأكيد الإحكام المسبقة بالشتم والتخوين، حتى وان اقتضى الأمر تحريف التصريحات وتأويلها بشكل مضلل وتضخيمها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي للنيل من سمعة “جيل جديد”، الأخطر في ذلك أن يصدر من يعتبر نفسه من النخبة المثقفة وتدافع على حقوق الشعب.
حتى وان ندد “جيل جديد” بالتجاوزات والممارسات التعسفية وحاول في أكثر من مناسبة العمل على تهدئة الأمور وبكل الطرق السلمية الممكنة، فهذا لا يعني شيء في نظر “مُلاك” الحراك بعد أن قرر هؤلاء إقصاء “جيل جديد” من الحراك باسم ” #الشرعية_الحراكية“.
فئة نصبت نفسها وصية على الحراك والشعب تتحدث باسمه: “الشعب قرر، الشعب يريد…” الخ من خطابات شعبوية فارغة لا تسمن ولا تُغني من جوع سوى أنها تعطي أصحابها الانطباع العيش في أحلام الثورة البولشفية. ولأن من يدعي الديمقراطية والمعارضة عَهِد على المناورات السياسوية في الخفاء وتحت الطاولة بعيدا عن أعين المواطن، بدليل اتصالاتهم غير المعلنة مع النظام في أكثر من مناسبة وفي عز الحراك، (وآخرها الرسالة التي استحوذ عليها البعض كورقة تفاوض مع النظام)، فإن الممارسة النزيهة وشفافية العمل السياسي سيبدو لهؤلاء خيانة وبدعة سياسية، لأنهم حقا من مخلفات النظام البوتفليقي ومؤسساته المزورة.