البقاء أمَّةً حرَّة و مستقلة إلى الأبد

البقاء أمَّةً حرَّة و مستقلة إلى الأبد

Temps de lecture : 2 minutes

 

 

مقالات: زهير رويس نائب رئيس جيل جديد

 

إنه لمن المفهوم أن نتَوَخى الحذر من النظام القائم وأن يكون لدينا الحق في رفضه بل وحتى نبذ وجوهه ، لكن من غير المفهوم أن نرى جزائريين يسعدون بأن أجانبا يُملون علينا ما يجب فعله ، وما يجب أن يحتويه دستورنا، وما طبيعة النظام الذي ينبغي أن نتبناه ، وما يجب لجيشنا أن يفعله ، وبأي لغة نتحدث؟ … بعد أن فرضوا علينا اقْتصادَ بَازَاراتِهم في عهد بوتفليقة والذي دعمته دولهم حتى آخر لحظة.

إذا ما هي الخطوة القادمة؟

سلب أراضينا ومواردنا؟ أم الإشراف على حُكًامنا وقيادة جيشنا؟

وماذا عسانا أن نفعل؟

أنكتفي بمشاهدتهم وتركهم يفعلون ذلك لمجرد أنهم يلقون تهما على نظامٍ نريد التخلص منه؟

حتى لو كلفنا ذلك فقدان سيادتنا؟

وما هي الرسالة التي نوجهها لهم والتي نخاطب بها أنفسنا، ونبعثها للأجيال القادمة ولكل أولئك الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تعيش هذه الأمة مستقلة؟

هل تُرَاهَا تكون بأننا ولحد اللحظة لم نتمكن من التوصل إلى تسوية خلافاتنا ومشاكلنا فيما بيننا، وأنه قد انتهى بنا الأمر اليوم بمباركة التدخل الأجنبي بدروسه ‘الأخلاقية’ بصفة عامةٍ وإشباع مصالحهِ بصفة خاصة، ثم التوغل بقواته المسلحة المُحَرِرَةِ غدًا؟

أولئك المعجبون والمنبهرون بـ “سخاء” هذه القوى الأجنبية المحرٍرَة، ألا يتعين عليهم استخدام ممثلي شعوبهم، الذين هم في الواقع ليسوا إلا جنودا مطيعين لأحزابهم، لا سيما أحزاب الأنظمة القائمة.

هل يمكن لهؤلاءِ الممثلين أن يشرحوا لشعوبهم لماذا لم يطالبوا حكوماتهم الحَدً من كل أشكال التعاون مع بلدنا؟ رغم أنهم يتمتعون بالحرية في بلدانهم وأن حكوماتهم تخضع لسيطرة برلماناتهم المنتخبة؟ لماذا لم يفعلوا ذلك؟ لماذا كل هذه السينما وهذا النفاق في حين أنهم يستطيعون التصرف بشكل أفضل وأكثر فعالية مع حكامهم؟  هل يمكنهم أن يبرروا سبب تزامن هذا القرار مع الحملة الإعلامية بعد تصريحات الرئيس الفرنسي الصديقة تجاه نظيره الجزائري؟

هل يمكن لهؤلاء المندوبين الجديرين للشعوب الحرة والمُحَرِرَة أن يشرحوا لماذا يتداعون العمى والصًمَمَ عندما يتعلق الأمر بسجناء الرأي وانتهاكات حقوق الإنسان في دول صديقة لهم لا تُعرف بالديمقراطية؟

هل يمكنهم أخيرًا شرح العلاقة بين دعم الجزائر للبوليساريو والحملة التي يشُنُها جارنا المغربي حاليًا مع دول غربية صديقة وأنظمة ملكية عربية التي هي بدورها خليلة لهذه الدول المُحَرٍرَة والمُلَقِنَة للدروس وذلك من أجل تطبيع محتمل مع إسرائيل والذي بدوره يمكن أن يحرر ممالك أخرى قابلة للتطبيع؟

لا ينبغي أن نكون ساذجين ولا يجب أن تُفْقِدنا انتقاداتنا المشروعة لهذا النظام بصيرتنا. بل يجب أن نكون في مستوى من حارب من أجل هذا الوطن.

لذا نعم، بلدنا بعيدٌ كل البعدِ أن يكون نموذجا للديمقراطية، ومن غير المقبول أنه لا يزال هناك معتقلو رأيٍ يقبعون في غياهب السجن، وأن كل مطالب الحراك المشروعة لم تلبى بعد ، لكن لا شيء يبرر هذا الميول نحو هذه القوى المُحَرٍرة الزائفة المُسيرة بالمصالح ، اليوم كما في الأمس ، أمثلة كثيرة ماضية وحديثة ،منها البعيدة ومنها التي هي على حدودنا ، تذكرنا بهذا.

فلنكافح من أجل إرساء دولة القانون بأيدينا ومن أجل أنفسنا دون أي تدخل حسن أو خبيث. وهذا هو المخرج الوحيد الذي سيحافظ علينا كدولة حرة ومستقلة إلى الأبد

 

زهير رويس نائب رئيس جيل جديد