ثورة الإبتسامة: ما الذي سنقوله غدا لأبنائنا

ثورة الإبتسامة: ما الذي سنقوله غدا لأبنائنا

Temps de lecture : 3 minutes

 

 

01 نوفمبر الماضي احتفلنا بذكرى اندلاع ثورتنا المجيدة. ثورة خاضها رجال و نساء غير عاديين ضحوا بحياتهم و شبابهم من أجل أن تحيا الجزائر حرة و مستقلة.

مع نهاية حرب التحرير ولأنه لم يتم إرساء قواعد دولة الحق و القانون سرعان ما سقط الوطن رهينة صراع مصالح من أجل الإستلاء عن الحكم. صراع انتهى بفرض قانون القوة و سقوط حلم الديمقراطية و التعددية.

هذه الصراعات نجحت في دحض عزيمة المناضلين الشرفاء وفتح المجال لأولئك الذين استولوا على الثورة ورموزها بدأ برمز جبهة التحريرالوطني والذين كونوا مع الوقت طبقة من الاوليغارشية كل همها هو إمادة فترة بقائها في الحكم ضاربة عرض الحائط تقدم الوطن، ازدهار المواطنين و اقامة وطن قومي يحافظ على مصالحه الاستراتيجية في ظل دولة القانون، بالضبط كما قام به عبد العزيز بوتفليقة الذي أقام نظاما مبنيا على الفساد والنهب والرداءة ما أساء لبقاء ومصداقية الوطن وأحبط معنويات شعب بأكمله وجد نفسه مظطرا لتحمل الواقع المر أو الرحيل.

22 فيفري 2019 جاء ليتوج سلسلة من الإحتجاجات  التي ميزت الفترة المعاصرة ، كما جاء لانهاء مرحلة من الإنحطاط و الرضوخ وجب وضع حد لها. ثورة الإبتسامة كانت بمثابة قفزة انقاذ للوطن بشعار موحد، تصب كلها في الرغبة الجامحة في التغيير من أجل الديمقراطية وإرساء دولة الحق و القانون واحترام التعددية والاختلاف.

هذه الثورة السلمية ، اتسمت بروح المسؤولية على نحو أبهرت كل شعوب العالم، ولكن مثل كل الثورات هي ليست محصنة من أن يُستولى عليها. فقد أصبحت مهددة من طرف جماعات تريد إنكار تعددية ثورة الإبتسامة وأهدافها الإستراتيجية.

واقع ثورة الإبتسامة أنها في منتصف الطريق، محتكرة من قبل أقلية من أشباه الثوار، ظهر غالبيتهم بعد 22 فيفري ومنهم حتى أنه قد شكك في عفوية وشعبية ثورة الابتسامة.

نجدهم بعيدون عن الواقع وغالبا من الخارج وكل جهدهم في زرع الشك ونشر الكراهية والعدمية. من دون مشروع و لاطموح من أجل الوطن يهددون كل من يخالفهم الرأي ويفضح ممارساتهم. بهدف التضليل وتغليط الرأي العام نجدهم يصطفون مع اشباه ديمقراطيون تخلوا عن مبادئهم و قيمهم، بل منهم من ساعد النظام البوتفليقي، شارك في حكوماته وإلى اليوم نجدهم في مؤسساته المزورة. كل طرف يظن أنه يستعمل الآخر في لعبة سياسوية غير نزيهة سوف لن يدفع ثمنها إلا الجزائريون.

في الوقت الذي كان فيه مناضلين نزهاء وفي الميدان منذ سنوات متحدين دون هوادة ضد نظام قمعي يعمل ضد مصلحة الوطن يعملون ما بوسعهم لأجل ألا يفقد الجزائريون الأمل للسعي لأجل تحقيق التغييرالسلمي المواطنة و إرساء دولة القانون. هؤلاء المغامرون ومعهم بعض الحاقدين، يجدون كل الدعم حتى المشكوك في مصادره، يقضون جل وقتهم في تٱجيج المشاعر والدفع إلى  التصادم من أجل الحصول على هامش مناورة يستطيعون من خلاله التفاوض للوصول إلى السلطة، ليس خدمة للشعب وإنما للاستيلاء عن الحكم وإشباع رغباتهم.

أشباه الثوار هؤلاء، يمثلون كذبة ستؤدي إما إلى نظام قمعي أو التدخل الٱجنبي، إذ لم ينددوا بمحاولة تدخل بعض المؤسسات الدولية و فضلوا الصمت فيما يشبه محاولات عزل الجزائر دوليا.

فمالذي سنقوله غدا لابنائنا عن ثورة الابتسامة لـ22 فيفري 2019؟

انها نجحت، لان جزائريين مشبعين  بالوطنية ودروس الماضي قرروا ألا أحد يسرق منهم ثورتهم، و قرروا تجاوز الفخ الذي نصب لهم من طرف المغامرين، العدميين، التواقين لقرع حروب لا تبقى ولا تذر .

نقول لهم اننا اخترنا طريق الحكمة مع الحفاظ روح الحراك.

أم سنستسلم للأعذار لاننا فشلنا في الحفاظ على الثورة من التطرف و العدمية.

الحراك يعكس الصورة الحقيقية للجزائر، متعدد الرؤى و حامل لقيم الأخوة و الإحترام بين الجزائريين. نجاحه بقدرتنا على حمايته من تغلب الأفكار المتطرفة على رغبتنا في التغيير من أجل بناء دولة القانون.

و بهذا فإنه على المناضلين الوطنيين التجند رغم اختلافاتهم السياسية المشروعة لتقوية الدولة الوطنية و إرساء معالم دولة القانون.

ان غياب دولة القانون سيفتح الباب على مصراعيه لاضعاف الوحدة  الوطنية،  التخلف  و تهديد مقومات الأمة من طرف مغامرين و متطرفين مدفوعين من جهات مشبوهة.

على الجزائر اليوم ان تتحد عبر الوسائل الديمقراطية لتحييد التطرف و العدمية.

جيل جديد، ومنذ اليوم الأول لتأسيسه يناضل في الميدان من اجل ارساء دولة القانون و من اجل ان يتحكم الجزائريون في مصيرهم والتخلص من كل ما يعيق مسيرتهم نحو التقدم و الرقي. الأمس مثل اليوم، سيواصل جيل جديد نضاله من أجل ان تنتصر إرادة الشعب في التغيير مثلما عبر عنها من خلال الحراك.

طموح جيل جديد هو ان تتفوق قيم الحوار السلمي من اجل ان يكون اختيارًا ديمقراطيًا لا رجعة فيه يسمح لطبقة سياسية جديدة في الظهور، تكون متعددة، كفؤة و طموحة. قادرة على مواجهة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الجزائريون، تكون قادرة على الحفاظ على الوطن و مصالحه الاستراتيجية، استقلاله وديمومته.

إيماننا عميق بان الجزائر ستنجح لان الجزائريين قرروا ان لا تسرق منهم ثورتهم و لا استقلاليتهم.

 

زهير رويس
نائب رئيس جيل جديد و رئيس جيل جديد أوروبا