المجلس العلمي

ملف الذاكرة رهينة بين الأجندات السياسوية في فرنساو تجار الشرعية الثورية في الجزائر!

Temps de lecture : 2 minutes

 

قضية الإعتذار طرحت على الرأي العام من قبل الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، عندما صرح أن فرنسا لن “تعتذر أبدا عن فترة الإستعمار في الجزائر ” محاولا بذلك اعطاء الإنطباع أن فرنسا الرسمية لن تتنازل عن شيئ, بعدما “تأسف” في تصريح سابق له على بعض الجرائم التي اقترفها الإستعمار في الجزائر.
تصريح ساركوزي عن عدم الاعتذار ، كان محاولة منه لاستقطاب شرائح أقصى اليمين الفرنسي وبعض جماعات النفوذ التي مازالت تحن لزمن بائد.
بالمقابل، سارع هنا في الجزائر بعض تجار الشرعية الثورية للمزايدة بشعارات فارغة أبعدت النقاش عن الأهداف الأساسية التي من الواجب التاريخي والسياسي تحقيقها بالنسبة للجزائر المستقلة!
لست أدري إن كان موقف بعض المسؤولين أنذاك عبارة عن حماقة تعكس مستواهم السياسي أم جاء خدمة لأطراف فرنسية على حساب المصلحة الجزائرية، ولكن الاكيد انه بتصريحاتهم الشعبوية عززوا موقف الرئيس الفرنسي السابق و منحوا له وللمتعاقبين بعده ورقة سياسية تستعمل كلما اقتضت مصالح فرنسا ذلك.
طلب الإعتذار والإلحاح عليه معناه حتمية قبوله! فعلى ماذا ستقدم الدولة الفرنسية الإعتذار الذي ستقبله الجزائر؟ على الملايين من القتلى واليتامى ؟! على تجهيل واستعباد شعب؟! على الإبادات الجماعية و التطهير العرقي و و…أم على النزعات النيوكلونيالية التي تبرز علنا كلما واجهت الجزائر هزات داخلية؟!
استقلال الجزائر لم يكن هبة أو قرارا دوليا تمليه توازنات سياسية، بل إن الشعب الجزائري قد خاض ثورة مسلحة ضد فرنسا فهزمها، وانتصر بكلفة باهضة، وانطلاقا من هذا الواقع تبنى العلاقات الثنائية بين البلدين.
ملف الذاكرة مهم و لن يطوى بالتقادم مادام لم يتم أساسا تعويض كل ضحايا التجارب النووية والتكفل بهم، استرجاع الأرشيف الكامل للجزائر خلال فترة الإحتلال الفرنسي من 1830 الى 1962 ، وحتى الذي كان موجود قبل هذه الفترة و إعادة كل رفات الشهداء والأشياء ذات القيمة الثقافية و التاريخية، إذ لايمكن تجاوز هذا الملف أو اعتباره ثانوي، فالقضايا ذات الإهتمام المشترك بين البلدين مربوطة به، حتى الإقليمية منها.
بغض النظر عن التحولات والمتغيرات التي ستعرفها العلاقات الرسمية بين الدولتين، إلا أن ذاكرة الشعوب ستأبى النسيان مهما حدث. فمن واجبنا كجيل بعد الإستقلال ، استخلاص الدروس من تاريخنا جيدا و العمل من أجل القضاء على العوامل التي تجعل من الجزائر قابلة مجددا للإستعمار، فمعركة التطور واكتساب أدوات القوة لا تقل أهمية عن معركة الإستقلال التي خاضها أجدادنا!
أمين عريب قيادي في جيل جديد
Nassim BENDALI

Recent Posts

2/2 ما هو دور الأحزاب السياسية في “الجزائر الجديدة”؟

الجزء الثاني: طريق ثالث؟ بقلم : سفيان جيلالي   في ظل النقاشات حول الديمقراطية ودولة…

أسبوعين ago

1/2 ما دور الأحزاب السياسية في “الجزائر الجديدة”؟

الجزء الأول: أين نحن الآن؟ بقلم سفيان جيلالي للعمل الحزبي التعددي في الجزائر تاريخٌ طويل.…

أسبوعين ago

إجابة جيل جديد على مشروع قانون الأحزاب السياسية ومشروع قانون الجمعيات

إلى السيد الأمين العام لرئاسة الجمهورية ردًا على طلبكم القيم بشأن رأينا في مشروع قانون…

أسبوعين ago

النشرة الاقتصادية للمجلس العلمي لجيل جديد – السداسي الثاني لسنة 2024

صدرت النشرة الاقتصادية للمجلس العلمي لحزب جيل جديد الخاصة بالسداسي الثاني لعام 2024، والتي أعدها…

3 أسابيع ago

مساهمة جيل جديد في النقاش الوطني حول مشاريع القوانين المتعلقة بالبلدية والولاية

إلى السيد الأمين العام لرئاسة الجمهورية   الجزائر في 15 جانفي 2025 يؤمن جيل جديد بفضائل…

3 أسابيع ago

التأمل الخامس: أي سيادة للجزائر ؟

التأمل الخامس: أي سيادة للجزائر؟ بقلم: سفيان جيلالي "المشكلة المطروحة بشكل جيد هي نصف الحل."…

شهرين ago