إشكالية التغيير بمفهوم إعادة بعث الثقة… فعالية ونجاعة برنامج “جيل جديد” مع تطلّعات المجتمع الجزائري

إشكالية التغيير بمفهوم إعادة بعث الثقة… فعالية ونجاعة برنامج “جيل جديد” مع تطلّعات المجتمع الجزائري

Temps de lecture : 2 minutes

كثيرا ما تٌطرح في الوسط الجزائري مصطلحات وتعبيرات تترك الأثر الكبير في المجتمع، لاسيما إذا ارتبطت بمتغيرات سياسية واقتصادية تتماشى وفق راهن الاستقرار من جهة، وتحديات الخروج بمفاهيم المبادرات من جهة أخرى، ولعل أبرزها مرتكزات “الثقة بين الحضور والغياب “، ” السياسة بين المشاركة والعزوف”، إضافة إلى أهمها وهو: “إشكالية التغيير؟”، وهي مفاهيم متعدّدة، بتجليات تمثيلاتها الذهنية والنمطية على أرضية المجتمع الجزائري، والتي تحتاج إلى التمعن في محتوى البرامج المسطرة التي يسعى حزب جيل جديد لإثرائها داخل المجتمع، بعرض المحاور واستقراء الافاق المستقبلية في إطار   النضال السياسي المرافق والمراقب   لأعمال السلطة   نحو تجسيد فكرة “انطلاقات التغيير من  الشعب وبالشعب  في سبيل الوطن”. هي إذن قوالب متعددة لمصطلحات تتجاوز في قراءاتها الشكلية استعراضات الانسحاب والفشل، بالإنتقال إلى الإصرار على منطلق التأصيل النظري للحق في إبداء الرأي الذي يتجسد في المشاركة الفعلية في الحياة السياسية كنشاط سياسي يرمز إلى مساهمة المواطنين ودورهم في إطار النظام السياسي، بالمنظور الأكاديمي  لقراءة صموئيل هنتنغتون، الذي يؤكد على أن المشاركة السياسية تعني تحديداً ذلك النشاط الذي يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير في عملية صنع القرار الحكومي، سواء أكان هذا النشاط فردياً أم جماعياً، منظماً أم عفوياً، متواصلاً أم منقطعاً، وهو الأمر الذي يتوافق مع الخطوط العريضة التي ينتهجها حزب جيل جديد Jil Jadid الجزائري، مع توافقات المواقف الثابتة و المتواصلة لرئيس الحزب السيد سفيان جيلالي، من خلال التأكيد على أن حل الأزمة السياسية لن يتأتى إلا بالعودة إلى الشعب عبر انتخابات عامة، وهو الحوار الذي أثرى من خلاله الرجل الأول بحزب جيل جديد لموقع عربي 21 مجموعة من الحلول المحورية للخروج من المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، لاسيما في إجابته للسؤال المتعلق بكيفية إنهاء الأزمة الراهنة بالبلاد؟ ليتوجّه مباشرة بالقول إن الانتخابات التشريعية المقبلة ثم المحلية سوف تسمح بتجديد حقيقي للطبقة السياسية وتكوين شرعية جديدة. ونحن في مواجهة هذه المعادلة: كيف نقود البلاد نحو إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية متجنبين في نفس الوقت أي أزمة إضافية، وخاصة أي انزلاق أمني؟ هذا هو التحدي الذي ينتظرنا. وللوصول إلى آفاق التغيير بمفهوم إعادة بعث الثقة، وضرورة المشاركة في الحياة السياسية، مع إثبات الوجود بإبداء الصوت للبرنامج الفعّال والاستراتيجيات المنهجية لحزب جيل جديد الجزائري، فإن جملة التحدّيات السياسية التي يفتحها الحزب، بما في ذلك مشروع المجتمع من أجل جزائر جديدة، الذي يصوغ إرهاصات الإشكالية الجزائرية، التي أملتها الظروف التاريخية والتّناحرات السياسية التي وصفها الحزب بالاختلالات التي أزاحت المواطن الجزائري من الحياة السياسية، وكطرف فاعل في القرار. إضافة إلى أن المشروع المجتمعي، أعطى حلولا ناجعة تٌعنى بالبحث عن مجتمع أكثر توازنا، بالغوص في القيم البناءة التي تفتح المجال أمام فرص الخروج من بوتقة التراكمات والغايات البراغماتية، وتحقيق الأجواء الشرعية والسياسية التي ستؤدي حتما إلى مرحلة بناء الاقتصاد والنمو. إنّ الطموح والواقعية في تجسيد برنامج الحزب يعتبران من الثنائيات المتلازمة التي تتموقع في خانة مؤهلات الجيل الجديد -بمفهوم الهيكل التنظيمي -، والجيل الجديد -بمفهوم المناضلين بمختلف تشكيلاتهم وفئاتهم -، في إطار إعلاء كلمة الحق، والسعي إلى تحقيق ميكانيزمات التغيير المقترنة في ارتباطاتها بالهوية والانتماء للوطن الواحد الذي تزول فيه نوازع القبلية والجهويات نحو الرؤية الموحدة لمجتمع أصيل وواحد، لأنّ رسالة الحزب تنطلق من الإيمان بمدى رقي البرنامج المسطّر من حيث الطرح والعرض على أرض الواقع، مع التطلّعات المتواصلة للثقة التامة في مصداقية وتأثير موقف الشعب الجزائري للخروج بحلول تساعد على التنمية والنهوض بالوطن.

  بقلم الباحث خليل بكوش