لمواجهة كل الأخطار  يجب رد الإعتبار للسياسي والسياسة!

لمواجهة كل الأخطار  يجب رد الإعتبار للسياسي والسياسة!

Temps de lecture : 2 minutes

 

أصبحت السياسة الآن بالوعة ، حيث يلعب الجميع لعبتهم سواء أكانت صحية أم غير صحية ، حسنة النية أم خبيثة.
لسوء الحظ ، من الواضح أننا نعيش في زمن الشك المعمم.
في الواقع ، في ظل الغياب الحاسم للنقاش ، أصبحت السياسة هشة ، وجرفت موجات الأكاذيب والوعود النوايا الحسنة.
إذا كانت ظاهرة الابتعاد عن الفعل السياسي تمس العالم أجمع بما فيها  البلدان التي يقال عنها أنها ديمقراطية ورغم الحس المواطناتي الثابت عند مجتمعاتها،إلا ان المسألة أصبحت لا تطاق في بلادنا…
وحتى بعد كل ما عشناه مع #الحراك ،فإنَّ المواطنات  والمواطنين الجزائريين ابتعدوا وتهربوا  أكثر عن المجال السياسي وسقطوا في فخ الإحباط المعنوي الذي ساهمت فيه جهات كثيرة هنا وهناك،وخاصة تلك التي لا تؤمن بالديمقراطية وضرورة التنظيم للمجتمع….
نعم،الأطراف المتطرفة من الداخل والخارج بنداءاتها وعملياتها الإعلامية الممنهجة ساهمت بكثير في تذمر المواطن، وفقد الثقة في كل ما هو سياسي …
والنتيجة هي تخوين الأحزاب السياسية، والتشكيك في كل من هو مناضل في إطار وهيكل منظم، فاسحة بذلك المجال
إلى كل الانتهازيين،والمضاربين والمتلاعبين وفوق كل شيء المجموعات المتغلغلة داخل كل المؤسسات،وخاصة ما يسمى بأجهزة العصابة التي عادت من النافذة المفتوحة لتستحوذ على جميع دواليب السلطة….
في نفس الوقت تسيطر تلك الأطراف المتطرفة والمناهضة للدولة الجزائرية على الجبهة السياسية الداخلية وعلى المجال الإعلامي خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لأصحاب” البايبال”،دون أن نستطيع مواجهتها لأن ليس أمامها إلا ” العدم”،وهذا راجع لسبب واحد : تصحير الحقل السياسي!
والخاسر الأكبر هو الشعب المقهور،ودولة القانون التي نحلم بها…..
وهنا يجب أن نذكِّر كذلك أن السلطة القائمة تتحمل أيضا المسؤولية في هذه الوضعية بغلقها للمجال الإعلامي والسياسي،و كذا النقائص الفادحة في تسيير عمليات الاتصال الحكومية، ما جعل المواطن يبقى محتار ولا يفهم ما يحدث على أرض الواقع….
والمواطن أصبح لا يؤمن حتى شيئ…..
إنه  من الخطأ أن نُوهِم المواطن انه يمكن حل مشاكله دون النضال الميداني المنظم، و دون وجود للأحزاب السياسية…
إنه من الغير المعقول كذلك أن نحاول استبدال الأحزاب السياسية بما يسمى جمعيات المجتمع المدني….لأنه من البديهي أنَّ السياسة للسياسيين المنخرطين والمنظمين والمكوَّنِين في داخل التشكيلات السياسية…لأنه لا يمكن بناء الديمقراطية بدون أحزاب قوية تحمل مشاريع مجتمعاتية مختلفة ….ولا يمكن تشييد مشروع ديمقراطي ضد الأحزاب السياسية الحديثة.
في النهاية، يجب على الجميع أن يدرك أنَّ السياسة تكون جميلة عندما لا يتم تحويلها عن رسالتها الحقيقية ، وهي تنظيم المجتمع من خلال تقديم نماذج إدارة موثوقة وقابلة للحياة.
والشعب الجزائري سيواصل النضال من أجل بناء دولة القانون والديمقراطية.
د.لخضر أمقران. نائب رئيس ” جيل جديد “