الذكاء الاصطناعي نعمة أو نقمة؟ ما هي مسؤولية رئيس الجمهورية والحكومة في ذلك؟

الذكاء الاصطناعي نعمة أو نقمة؟ ما هي مسؤولية رئيس الجمهورية والحكومة في ذلك؟

Temps de lecture : 8 minutes

 

 

يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير طريقة تصورنا واستخدامنا للأجهزة الذكية مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات الذكية وغيرها. وهذا لا يعني بالضرورة أن طريقة عملها السابقة لم تعد صحيحة، بل إنها تتطور وتتحسن باستمرار. في المستقبل القريب، ستتطور هذه الأجهزة بشكل ذاتي. هل يجب أن يخيفنا هذا الأمر كبشر؟ قد يكون الأمر مقلقاً بالفعل. الذكاء الاصطناعي يشهد تقدمًا سريعًا في العديد من المجالات، وقد يكون من الصعب مواكبة هذه التطورات.

لذلك، من المهم أن نركز كبشر على المسائل الناشئة والأخلاقية والاجتماعية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، والتفكير في كيفية توجيه أو التأثير على بعض القرارات. لفهم والتحكم بشكل أفضل في تأثيرات هذه التكنولوجيا المتنوعة، يجب أن ننظر في الأمثلة السلبية والإيجابية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي:

مثال سلبي: قد تؤدي الأسلحة الذكية، مثل الطائرات بدون طيار الذاتية القيادة أو الروبوتات القتالية، إلى عواقب دراماتيكية وغير مرغوب فيها، مثل التصاعد غير المتحكم فيه في الحروب أو فقدان الأرواح بسبب قرارات خاطئة للذكاء الاصطناعي. بهذا نمنح الذكاء الاصطناعي حق حصد أرواح بشرية عن طريق حسابات خوارزمية.

مثال إيجابي 1: قد تساعد العمليات الذكية، التي يتم فيها استخدام أنظمة جراحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في زيادة الدقة في العمليات الجراحية وبالتالي إنقاذ الأرواح وتقليل وقت التعافي. هنا نمنح الذكاء الاصطناعي فرصة لإنقاذ أرواح بشرية وتحسين جودة الرعاية الصحية.

مثال إيجابي 2: قد يسهل الذكاء الاصطناعي الوصول إلى المشورة القانونية ويساعد في تحقيق العدالة بشكل أسرع وأكثر عدلاً من خلال دعم المحامين والقضاة في تحليل القضايا، إدارة المستندات، وتحديد الحالات السابقة عن طريق تحليلات سريعة ودقيقة باستعمال تقنيات

Big Data.

في ضوء هذه الأمثلة، يكون من الأهمية بمكان أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وواعٍ. ينبغي علينا كبشر أن نستثمر في تعليم وتدريب الأفراد لمواكبة التقنيات الجديدة والتطورات السريعة. علاوة على ذلك، يجب علينا وضع قوانين وتشريعات تحدد الاستخدام الأمثل والأكثر أمانًا للذكاء الاصطناعي وتحسين الشفافية والمساءلة.

بالتأكيد، يجب أن نتبنى التقنيات الجديدة ونستفيد من الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي، ولكن دون تجاهل التحديات والمخاطر المحتملة. من خلال العمل معاً والتفكير في المستقبل بشكل استراتيجي، يمكننا أن نواجه هذه التحديات ونحقق التوازن المناسب بين الفوائد والمخاطر في استخدام الذكاء الاصطناعي.

تعتبر مبادرة “الذكاء الاصطناعي الوطني” في سنغافورة مثالاً حيّا على فوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة المجتمع وتعزيز التنمية الاقتصادية. ومن خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل والأمن، يمكن توفير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه الدولة، وزيادة الإنتاجية والتنافسية على المستوى العالمي. كما تساعد مبادرات الذكاء الاصطناعي في توفير فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار، وتعزز قدرة الدولة على التكيف مع التغيرات السريعة والتحديات المستقبلية. لذلك، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يعتبر أداة مهمة في تحسين حياة المجتمع وتطوير الاقتصاد الوطني والأهم من ذلك جعل الدولة قويّة في كل المجالات.

يمكننا الإعتماد على سنغافورة كمثال حي على فائدة الذكاء الإصطناعي في تطوير مجالات عديدة، حيث تعتبر الحكومة الذكاء الإصطناعي أداة حاسمة لتعزيز النمو الإقتصادي وتطوير مختلف القطاعات الحيوية في الوزارات المختلفة. من أجل تحقيق هذا الهدف، أطلقت سنغافورة مبادرة “الذكاء الإصطناعي الوطني” (AI.SG)، والتي تهدف إلى تعزيز بيئة الإبتكار وتطوير قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والمواصلات والأمن. يوفر هذا المشروع دعماً للشركات الناشئة والباحثين في مجال الذكاء الإصطناعي، وذلك بهدف تطوير حلول مبتكرة تعود بالفائدة على الإقتصاد الوطني والمجتمع ككل.

ومن الأمثلة على تطبيقات الذكاء الإصطناعي في سنغافورة، يمكن ذكر:

في مجال الصحة: الإستفادة من التحليلات الإحصائية والذكاء الإصطناعي لتفسير البيانات الطبية الضخمة، والتي تساعد في تحسين التشخيص وتوجيه العلاج المناسب للمرضى، وكذلك لتتبع انتشار الأمراض المعدية ووضع استراتيجيات فعَّالة للوقاية والمعالجة.

في مجال التعليم: تطوير نظام تعليمي مدعوم بالذكاء الإصطناعي يتيح للطلاب التعلم المخصص بناءً على قدراتهم واحتياجاتهم، وذلك بهدف زيادة فاعلية عملية التعلم ومساعدة الطلاب على تحقيق تقدم أسرع، بل تحويله الى تعليم موجّه حسب الكفاءة و الجاهزية لكل طالب خصوصياته..

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة للمواطنين، من خلال تحسين الخدمات الحكومية وتوفير حلول فعالة للمشكلات الاجتماعية والبيئية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات البيئة وتوجيه السياسات الحكومية للحد من التلوث وتحسين جودة الهواء والمياه.

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير النقل بشكل كبير. في الوقت الحالي، يستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي المدمج في السيارات، والتي تسمح للسيارات بالتحكم في السرعة والمسافة والمنعطفات تلقائيًا، والذكاء الاصطناعي في النقل العام، والذي يساعد على تحسين مسارات النقل وتحديد الأوقات الأمثل للحافلات والقطارات وغيرها من وسائل النقل العام.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير تقنيات القيادة الذاتية والروبوتات، والتي يمكن استخدامها في مجالات مثل الشحن الذاتي والتوصيل. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة حركة المرور وتنظيمها، وتحسين السلامة العامة للمركبات والمشاة.

علاوة على ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات النقل والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية والتحكم في الكفاءة الإدارية والتكلفة، وذلك من خلال استخدام التعلم الآلي والتحليل الضخم للبيانات.

بشكل عام، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في النقل لتحسين كفاءة وسلامة النقل، وتحسين تجربة المستخدم وتقليل التكاليف والانبعاثات الضارة.

بشكل عام، يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة مهمة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويمكن استخدامه لتحقيق أهداف متعددة في مختلف المجالات. ومن المهم أن تعمل الحكومات على تعزيز البيئة التكنولوجية وتشجيع الابتكار والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق الفوائد المرجوة للمجتمع والاقتصاد.

إضافةً إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير حلول للمشكلات البيئية والتنموية، حيث يمكن استخدامه في مراقبة التغيرات المناخية والتنبؤ بالكوارث الطبيعية وتوجيه الجهود التنموية نحو المناطق الأكثر حاجة.

ومن المهم أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، وأن تتم مراقبته وتنظيمه بشكل جيد لضمان عدم انتهاك حقوق الأفراد وحماية خصوصيتهم. لذلك، يجب تطوير إطار عمل تنظيمي قوي للذكاء الاصطناعي يضمن الالتزام بالقوانين والأخلاقيات ويشجع على الابتكار والتطوير بشكل آمن وفعال.

في مجال الزراعة: يمكن استخدام التقنيات الذكية مثل الاستشعار عن بعد وتحليل البيانات لمراقبة المحاصيل والتنبؤ بالأمراض والآفات وتحسين الإنتاجية.

في مجال الصناعة: يمكن استخدام التقنيات الذكية مثل الروبوتات والأتمتة والتحليل الضوئي لتحسين عمليات الإنتاج وتوفير الموارد وتحسين الجودة والكفاءة.

في مجال السياحة: يمكن استخدام التقنيات الذكية مثل الواقع الافتراضي والتعرف على الصوت والصورة والتحليل اللغوي لتحسين تجربة السياح وتقديم خدمات مخصصة وتحسين التسويق والترويج.

في مجال البيئة: يمكن استخدام التقنيات الذكية مثل الاستشعار عن بعد وتحليل البيانات لمراقبة التغيرات المناخية والتنبؤ بالكوارث الطبيعية وتحسين إدارة الموارد الطبيعية.

في مجال الإعلام: يمكن استخدام التقنيات الذكية مثل التعرف على النصوص وتحليل المحتوى والتعلم الآلي لتحسين تجربة المستخدم وتحسين الخدمات الإعلامية.

في مجال الرياضة: يمكن استخدام التقنيات الذكية مثل الحساسات والتتبع والتحليل لتحسين أداء الرياضيين وتحسين تجربة المشاهدين وتطوير أنظمة تحكيم متطورة.

في مجال الفضاء: يمكن استخدام التقنيات الذكية مثل الاستشعار عن بعد والتحليل الضوئي والتعرف على الصورة والتعلم الآلي لتحسين دراسة الكواكب وتوقع الظواهر الفلكية وتطوير الأقمار الاصطناعية.

في المجال السياسي، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات السياسية والاجتماعية وتطوير سياسات وبرامج تلبي احتياجات المجتمع وتعزز الحكم الراشد. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا للتنبؤ بالأزمات السياسية والمساعدة في تنمية استراتيجيات للتعامل معها.

في المجال الديني، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل النصوص الدينية وتطوير الأدوات الرقمية التي تعزز فهم الدين وتساعد على توسيع الفهم الصحيح وتعزيز التسامح كما هو منصوص في الدين. يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير نظام الترجمة الفورية لخدمات الصلاة والعبادة. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يساهم في تحسين تجربة المصلين وتقديم خدمات دينية أفضل. يمكن استخدام التقنيات المتطورة لتطوير تطبيقات ومنصات إلكترونية لتسهيل عمليات الصلاة وتوفير معلومات دينية موثوقة ومفيدة. وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل بيانات العبادة والتفاعلات الاجتماعية والتوقعات الدينية للمساعدة في التخطيط للأحداث الدينية وتحسين خدمات العبادة بشكل عام.

في مجال توعية المجتمع، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير أدوات التعليم والتثقيف الرقمي التي تعزز الوعي بالموضوعات الاجتماعية والبيئية والصحية. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا لتطوير أدوات التوعية والتنبيه للمخاطر والأزمات الصحية والبيئية.

في مجال زيادة القدرات للفرد والمجتمع، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير برامج التدريب والتعليم المخصصة للفئات الضعيفة والمحرومة وتمكينهم من تحقيق إنجازات أكبر. يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الأدوات الرقمية التي تساعد على تحسين القرارات الشخصية والاجتماعية وتعزز الإنتاجية والإبداع في المجتمع

يتضح من النص أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة هامة لتعزيز قدرات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات السياسية والدينية وتوعية المجتمع. وتعتبر الحكومات مسؤولة عن تنفيذ خطط واضحة لتطوير القطاعات المختلفة باستخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي. ويتعين على الدول الانتقال بسرعة من مرحلة الرقمنة إلى استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، حتى يتمكنوا من الاستفادة من فوائدها في تعزيز الاقتصاد والتنمية المستدامة.

علاوة على ذلك، يجب على الدولة الجزائرية تشكيل وزارة تطوير الإدارة ورقمنة الدولة، التي يتم تحكمها فقط من قبل رئيس الجمهورية، وتوظيف أخصائيين وخبراء في هذا المجال، لتحقيق أفضل النتائج في تنفيذ خطط الرقمنة واستخدام التقنيات الحديثة. يتعين أيضًا الاستثمار في تكوين الوظيف العمومي لتطوير القطاعات العمومية، والعمل على تحديث أجهزة الدولة بما في ذلك الجهات العسكرية، والمدنية، والشبه عسكرية، وإيجاد حلول فعالة لتحديات الدولة في مجالات مختلفة، مثل النقل والزراعة والصناعة والصحة والبنوك وغيرها.

بشكل عام، يتعين على الدول الاستثمار بشكل كبير في تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قدراتها في مختلف المجالات. كما يتعين عليها التعاون بين القطاعات.

أخيرًا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في توعية المجتمع وزيادة قدرات الأفراد والمجتمع و المؤسسات بشكل عام. يمكن استخدام التقنيات المتطورة لتوفير تعليم عبر الإنترنت وتحليل نمط الدراسة لتحسين عملية التعلم الفردية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل البيانات الضخمة للتعرف على احتياجات المجتمع جغرافيا وتطوير برامج توعوية وتثقيفية متخصصة تستهدف هذه الاحتياجات.

يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي يشكل أداة قوية لتحسين الخدمات وتعزيز قدرات الدولة والمجتمع بشكل عام في مجالات متعددة، ولكن من الضروري تطوير خطط واستراتيجيات فعالة لاستخدام هذه التقنية بشكل مسؤول ومستدام، والعمل على تنمية الكفاءات والخبرات اللازمة لتطبيقها بنجاح.

من الضروري للجزائر التوقف عن إبداء رغبتها في رقمنة بعض القطاعات و الإنتقال الى الفعل و تنفيذ ذلك و بسرعة. عصر الاختيار بين الرقمنة من عدمها قد ولى منذ عقد وانتقلت الدول و البشرية الى التتطبيق، فمتى ستتضح لنا خطّة الحكومة في تطبيق ذلك على أرض الواقع؟

النظام السياسي الجزائري نظام رئاسي، يتيح للحكومة اتخاذ قرارات وتنفيذها دون مشاكل تذكر، عدا طبعا المختلقة منها لأسباب عديدة وأغلبها شخصية على كل المستويات الإدارية.

أتمنى أن تكون هناك وزارة تطوير الإدارة العمومية ورقمنه الدولة ككل وأخرى وزارة استراتيجية لجزائر2070. تستبق الزمن وتخطط لما هو آت في المستقبل. تخطط لجعل الجزائر قوّة وبلد آمن. أن تكونان الوزارتان خاضعتان فقط لرئيس الجمهورية لأهمية استقلاليتهما في التخطيط والتنفيذ، دون أي عراقيل إدارية، تنظيمية أو حتى لوجستية. من يأمرهما و يحاسبهما هو فقط رئيس الجمهورية.

ينصح بشدة رئيس الجمهورية والحكومة بالاستعانة بالجالية الجزائرية المتخصصة في كل المجالات لاستعمال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتسريع وتيرة التطور في البلاد، مهما كانت التكلفة. فعلى سبيل المثال، استعانت الصين وتركيا بأبنائهما في الخارج منذ عقود للمساعدة في تطوير بلدانهما والوصول إلى مكانة ريادية في العالم. كلّف الدولتين ذلك ماديا بالتأكيد، فتلك الخبرات تلمع اليوم في الخارج و مكانتها مرموقة عند الغرب، لكن استفادت الصين و تركيا من عقول وخبرات وطنية مستقلة، والمردود اليوم معلوم للجميع، دون ذكره. في ظل التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية، يمكن للجزائر أن تستفيد بشكل كبير من الخبرات والمعارف التي تمتلكها الجالية الجزائرية المتخصصة في الخارج. أهمها الإرادة القوية التي يمتلكها المغترب لأنه يريد وبقوة أن يرى الوطن الأم أحسن دولة في العالم، هذه الإرادة تخرق أصعب العراقيل مهما كانت. تلك الجالية لا تأخذ بعين الاعتبار ممارسات العصابة قديما، مما يجعل منها عناصر يمكن اعتبارها عقبة أو جزء من خطة التطهير التي قررت الجزائر اتخاذها من خلال وعود رئيس الجمهورية.

كما يجب على الجزائر أن تتبنى سياسة شجاعة المبادرة للتطور والتحديث في كل المجالات، وذلك لتحقيق تطلعات الشعب والانضمام إلى مجموعة الدول الرائدة في العالم. وإذا كان الالتحاق بمجموعة البريكس هو هدف الجزائر فعلا، فلا بد من بذل المزيد من الجهود والتخطيط الجيد لتحقيق ذلك الهدف وبسرعة فائقة. وعلى الحكومة أن تعتمد على ما يمتلكه الوطن من موارد بشرية ومادية في الداخل و في الخارج، وأن تبذل المزيد من الجهود للاستفادة من خبرات ومعارف الجالية الجزائرية في الخارج، والتي تمتلك مستوى عالٍ من الكفاءة والاحترافية في مختلف المجالات. وإذا تم تنفيذ هذه التوصية بشكل جيد وصحيح، فإنها ستساعد الجزائر على الوصول إلى مستويات جديدة من التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي و الأمني، بما في ذلك الاكتفاء الذاتي.

كذلك تشجيع الاستثمارات الجديدة في البلاد وتحسين جودة الحياة للمواطنين. وبالتالي، فإن الاستعانة بالجالية الجزائرية المتخصصة يمكن أن تساعد البلاد على تحقيق هذه الأهداف وتعزيز مكانتها في المجتمع الدولي.

ينبغي لرئيس الحكومة أن يعمل على إنشاء برامج ومبادرات لجذب الجالية الجزائرية المتخصصة، وتوفير بيئة ملائمة لعملهم في البلاد. ويجب أن يكون لديهم الدعم اللازم لتحويل أفكارهم وخبراتهم و أموالهم إلى مشاريع ناجحة في الجزائر، بما يعزز تطوير الاقتصاد المحلي ويساهم في تحسين معيشة المواطنين و يزيد من دخل الدولة و تنوعه.

وعلاوة على ذلك، فإن الجالية الجزائرية المتخصصة يمكن أن تساعد في تعزيز القدرات التقنية والعلمية للفرد والمجتمع في الجزائر. ومن خلال تبادل المعرفة والخبرات بين الجالية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في الجزائر، يمكن تعزيز الابتكار وتحقيق تطورات علمية وتقنية في مختلف المجالات.

وفي النهاية، فإن استعانة الجزائر بالجالية الجزائرية المتخصصة يعد خطوة مهمة لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التقدم في مختلف المجالات. وعليه، ينبغي لرئيس الجمهورية العمل على تحقيق هذه الأهداف وتوفير الدعم اللازم للجالية الجزائرية المتخصصة واستغلال خبراتها ومهاراتها لصالح التنمية الوطنية. لصالح الجمهورية التي تنتظرأن يأتي دورها الريادي بالفعل. يجب علينا نحن أن نخلق الظروف المناسبة عوض انتظارها.

بشير إيزيدي

رئيس لجنة الرقمنة – المجلس العلمي لجيل جديد