المستجدات

اسماعيل سعيداني… القوة الهادئة

Temps de lecture : 2 minutes

 اليوم تمر أربعين يوم على رحيل الاخ المناضل اسماعيل سعيداني والذي تزامن مع آخر جمعة من الشهر الفضيل. ذلك اليوم الذي انطفأت فيه شمعة نضال سنين من تضحيات وكلمة حق في وجه حاكم جائر، وفي مواجهة نظام مارس كل أنواع القمع والفساد في سبيل إشباع رغبات تسلطية كادت ان تعصف بالبلد. تضحيات ومواقف يشهد لها القاصي والداني منذ ان وطأت قدماه عالم السياسة. لقد غادرنا مبكرا، ليصدُق فيه قوله تعالى “رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ” في سبيل المهمة النبيلة التي اختارها خدمة للوطن والأمة.

مدافع شرس عن أفكاره وهو الذي أفنى حياته في النضال وكلمة حق ولو على حساب الاهل والاحبة. لم يدخر جهدا ولا وقتا ولا مالا في سبيل إنجاح المشروع السياسي الذي لطالما كان حلمه الأول. حلم تمكين الجزائر من طبقة سياسية كفؤة غيورة على الوطن، وبمعية جيل جديد من الطاقات النزيهة المحبة للوطن، تساهم ولو بالقليل في التعويض عما اقترفته طيلة عقود، ممارسات سياسية أهلكت الحرث والنسل.

لطالما كان بسلوكه واخلاقه المثل الذي يُحتدى به للشباب المقبل على العمل السياسي ليجد فيه السند والدعم المعنوي والمادي. كان المَثل في الممارسة السياسية النزيهة الصادقة التي لا تخشى في الله لومة لائم. “عمي سماعيل”، هكذا كانت علاقته بمناضلي واطارات جيل جديد. لقد وجدوا فيه الأب الحنون، الصديق الوفي المحب الخير للاخرين. كان الكريم بالعمل والكلمة الطيبة “كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا” وفي كل محطة نضالية حيث كان السبَّاق في تلبية نداء التضحية.

كان حاضرا في أول يوم من انطلاق المغامرة السياسية “جيل جديد”. لقد كان مؤمنا يقينا في المشروع الطموح والجريء وفي أتم الاستعداد للتضحيات الجسام والتحديات التي تنتظره في المسار الشائك. بالرغم من الصعاب وبالرغم من الاذئ الذي عرفه طيلة مسيرته النضالية وما اكثره، فقد بقي وفيا لاخلاقه ومبادئه التي يؤمن بها ولم يزده ذلك إلا اصرارا وقوة في مضاعفة الجهد وتحمل عبء المسؤولية وكله أمل أن يرى الجزائر افضل واحسن ليس لنفسه بقدر ما كان للأجيال القادمة.

غادرتنا بعد أن أديت الأمانة وصُنت الوديعة وقد وفّقك الله لأن تشهد انتفاضة 22 فيفري المباركة. اختارك القدير إلى جنبه وقد سلَّمت المشعل إلى جيل قد عقد العزم ان يواصل النضال من أجل جزائر حرة ديمقراطية تعددية تسع جميع ابناءها. رحم الله الفقيد بواسع رحمته، وجعل مثواه جنة الخلد مع الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِييقًا.

عن جيل جديد كوزي حاج عيسى

عضو المجلس السياسي

Jil Jadid

Recent Posts

الجزائر 2026: الصمود الاقتصادي في مواجهة الواقع

الجزائر 2026: الصمود الاقتصادي في مواجهة الواقع بقلم: زهير رويس نائب رئيس حزب جيل جديد…

6 ساعات ago

بيان: تنديد بالإعتداء الصهيوني على الأراضي القطرية

يدين جيل جديد بأشد العبارات الهجوم الصهيوني الذي استهدف على الأراضي القطرية مسؤولين من حركة…

6 أيام ago

قُصَّر في عرض البحر: عار وفشل جماعي

احمد وارد قُصَّر في عرض البحر: عار وفشل جماعي إن الصمت في مثل هذه المأساة…

1 أسبوع ago

أسطول إنساني نحو غزّة: جيل جديد في طليعة التضامن

سيُبحر غدًا، بإذن الله، أسطول إنساني من مدينة تونس متحدّيًا كل العراقيل والتهديدات، في رسالة…

1 أسبوع ago

الجالية الجزائرية: ساعة الحقيقة… ولمن؟

الجالية الجزائرية: ساعة الحقيقة… ولمن؟ بقلم: زهير رويّسنائب رئيس حزب جيل جديد المقال الافتتاحي لجريدة…

أسبوعين ago

À CHAQUE PÉNURIE LA FUITE EN AVANT : LE RECOURS À L’IMPORTATION.

À CHAQUE PÉNURIE LA FUITE EN AVANT : LE RECOURS À L’IMPORTATION. L’Algérie fait face…

أسبوعين ago