“الجزائر مريضة”…رئيس حزب “جيل جديد” يكشف سبب عودة الحراك

“الجزائر مريضة”…رئيس حزب “جيل جديد” يكشف سبب عودة الحراك

Temps de lecture : 3 minutes

 

رسم زعيم حزب “جيل جديد” الجزائري، سفيان جيلالي، في مقابلة مع سبوتنيك، صورة للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلاده في ظل مسيرات الحراك الجديدة.

وأشار سفيان جيلالي في المقابلة إلى أنه هناك اضطرابات اجتماعية في سياق لا تستطيع فيه السلطة التنفيذية والمعارضة تطوير مشروع وطني.

فهل حقق حراك 22 شباط 2019 أهدافه؟ أين الجزائر وكيف نحلل عودة المظاهرات الشعبية؟

في مقابلة مع “سبوتنيك”، أوضح رئيس حزب “جيل جديد” المعارض، الدكتور سفيان جيلالي، الذي التقى ثلاث مرات مع رئيس الدولة، كانت آخر مرة في 14 فبراير، أن “الجزائر اليوم في التقاء العديد من المشاكل التي يجب حلها وجهاً لوجه، في نفس الوقت، وهو ما يعقد الوضع”. كما يعتقد أن للمعارضة السياسية نصيبها من المسؤولية في هذا المأزق.

“الجزائر تواجه الانهيار”

وقال السياسي الجزائري “الأحداث التي يمكن أن نتصورها تشبه أعراض مرض غير مرئي. سئمت البلاد من حكمها ومن الأخطاء السياسية التي تبعت بعضها البعض وتراكمت منذ عشرين عاما على الأقل”، مشددًا بشكل خاص على حقيقة أن “الجزائر انتقلت من اشتراكية الحزب الواحد والدولة إلى ليبرالية جامحة بلا رؤية أو خطة تكيف”.

وأوضح أنه “لم يكن هناك أبدًا بناء عقلاني لعمل الدولة، وعلاوة على ذلك، كان للبلد فترتان أخيرتان لرئيس مريض (عبد العزيز بوتفليقة) وطريح الفراش، حيث كان هناك عمليًا انحلال كامل لسلطة الدولة”.

بالنسبة للدكتور جيلالي، “وصل الرئيس تبون في سياق صعب اتسم به وباء كوفيد -19، الذي عانى منه هو نفسه لعدة أشهر، وتراكم العجز وانخفاض أسعار النفط وقبل كل شيء شكل من أشكال تفكك الإجراءات الحكومية التي كانت نتيجة فقدان المعايير السياسية لعدة عقود”، مضيفا “وهكذا فإن الجزائر تواجه حاليا انهيارا سياسيا واقتصاديا وماليا وأزمة مجتمعية خطيرة”.

عودة احتجاجات الحراك

وبنفس المعنى، يرى الدكتور سفيان جيلالي أنه “انطلاقا من هنا طبعا هناك قلق في المجتمع ورغبة في الخروج من الأزمة يتم التعبير عنها من خلال وجهات نظر متعددة، حيث أن المجتمع الجزائري ليس منظمًا من وجهة نظر عقائدية وأيديولوجية”.

في هذا السياق، يقول “22 فبراير 2021 ليس مفاجأة ولا حداثة، بل مجرد فرصة للنظر إلى الوراء في ذكرى مع الرغبة في طرد الغضب والتوتر الذي يغزو الجميع بعد عام من الاحتواء”، مضيفا “ركود البلاد بقيادة حكومة لا تتواصل ولا تعطي الحماس للجزائريين وتعطي الانطباع بانتظار الحلول من مكان آخر”.

ماذا عن دور المعارضة

مستحضرًا دور الأحزاب والشخصيات المعارضة، يوضح الدكتور جيلالي أن “هناك ارتباكًا خطيرًا داخل الطبقة السياسية التي، في رأيي، راكدة بسبب المفاهيم الخاطئة للفعل الذي سيكون ضروريًا لقيادته”. “لديهم شعور بأن الصورة الشخصية، التي يرغب المرء في ترسيخها، هي التي ستنجح في خلق القائد وتحويل الأشياء”، كما يجادل، موضحًا أن “هذا نهج خاطئ تمامًا”.

وبحسبه فإن “هؤلاء القادة لا يستثمرون في العمل السياسي ولا يبنون منظمات جادة ولا فرق عمل جادة ولا مشروع ولا برنامج ولا رؤية”. “إنهم ببساطة يسعون إلى الضجة من خلال استغلال عبارات أو لحظات من المظاهرة بينما يركبون موجات الغضب الشعبي ويظهرون أنفسهم على الساحة السياسية باستمرار كأبطال”. وتابع: “إنها لا تصل إلى أي مكان، إنها عقيمة ومأساوية تمامًا”.

وعلى نفس المنوال، يرى سفيان جيلالي أن “المفارقة هي أنهم جميعًا يطالبون بالديمقراطية والتسامح والحوار. لكن عندما تقترح الحكومة تنظيم حوار وطني أو انتخابات، فإنها ترفضها بينما تهاجم بشكل منهجي أولئك الذين ينفذون مشروعًا جديدًا، لاستبعاد أي إمكانية للتوصل إلى حل، دون اقتراح أي شيء بدلاً من ذلك…في النهاية، من خلال القيام بذلك، فإنهم يعملون على الحفاظ على نفس النظام. لأنهم إذا اعتقدوا أن القوة ستجري خلفهم لمنحهم مفاتيح الجمهورية على طبق من ذهب، فإنهم يحلمون! ومن الأفضل أن يستيقظوا!”.

“هم في هذيان عقلي أو نحن في خيانة كاملة”

وهكذا، يؤكد رئيس “جيل جديد” أن “القراءة الوحيدة التي يجب أن تُتخذ من هذا الموقف هي أنهم يبحثون عن العفن. الاستراتيجية التي ينتهجونها، بوعي أو بغير وعي، هي الدخول في المواجهة والانزلاق ثم مناشدة القوى الأجنبية لتنصيبهم على رأس البلاد. لا توجد تفسيرات أخرى”.

ونسأل: “وإلا عندما نضغط من أجل تدمير الدولة بمهاجمة المؤسسات التي تحتفظ بها مثل الجيش، فمن المستفيد؟..،ما لم يكن هناك من وراء كل هذا التحريض خيار وهو خلق فوضى كافية في البلاد، والانتظار حتى حدوث انزلاقات وربما وفيات من أجل المطالبة بحقوق الإنسان دوليًا لرؤية القوى العالمية قادمة لقصف الجزائر”.

وفي الختام، يرى الدكتور سفيان الجيلالي أنهم “في حالة هذيان عقلي أو أننا في خيانة كاملة”، مشيرا إلى إنه “إذا كان هذا هو الحال، فذلك لأنهم باعوا مواقعهم السياسية من خلال تلقي أموال من الخارج ولم يعد بإمكانهم العودة إلى الوراء بعد الوقع في شبكة الجشع والعمل لصالح مراكز القوى الدولية، والانجرار إلى الأمور التي تتجاوزهم “. ويخلص إلى أن “كل هذا، بسبب تصوراتهم الشخصية المنغلقة والرغبة في الوصول إلى السلطة بأي ثمن”.

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في خطابه للأمة في 18 فبراير بمناسبة يوم الشهيد، حل المجلس الشعبي الوطني وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة وتعديل حكومي وإطلاق سراح نحو 60 معتقلا من الحراك. كجزء من عفو ​​رئاسي.

لم تمنع هذه الإجراءات آلاف الجزائريين من النزول إلى الشوارع يوم 22 فبراير في الذكرى الثانية للحراك. في الواقع، بعد أكثر من عام، يعتقدون أن الحكومة التي تم تنصيبها في أعقاب انتخاب السيد تبون في ديسمبر 2019 قد فشلت في تقديم استجابات مناسبة لمختلف المشكلات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية.