في عالم يشهد تحوّلات متسارعة، تعيد روسيا رسم تحالفاتها — الجزائر شريك استراتيجي بمنطق المصالح
بقلم سمير شريفي – يوليو 2025
في عالم تتغيّر فيه التّحالفات بتأثير الأزمات، يبدو أنّ روسيا دخلت مرحلة جديدة في علاقاتها الدولية. لم تعد موسكو تطلب الولاء المطلق من شركائها التّقليديين، بل تبنّت نهجًا واقعيًا يقوم على الدّفاع عن مصالحها، الحفاظ على نفوذها، وبناء شراكات على أسس واضحة المعالم. وفي إطار هذه الرؤية الاستراتيجية الجديدة، تحظى الجزائر بمكانة خاصة.
فبعد أن كانت روسيا تتمسّك بشبكة من الحلفاء الدائمين، خصوصًا في الفضاء ما بعد السّوفييتي، بدأت تراجع حساباتها. فقد دفعتها التّحولات السّياسية في دول الجوار، والمواقف الملتبسة لبعض الشّركاء بشأن الحرب في أوكرانيا، إضافةً إلى تنامي نفوذ قوى إقليمية أخرى، إلى إدراك أن التّحالفات الثابتة لم تعد ضمانًا كافيًا.
وهكذا ظهرت العقيدة الجديدة لروسيا: “الاعتماد على الذّات”، وبناء تعاونات مرنة وفقًا لتقاطع المصالح. في هذا السّياق، تظل الجزائر شريكًا استراتيجيًا لروسيا، خاصة في منطقة شمال إفريقيا. حيث ترتبط البلدان بعلاقات تاريخية في مجالات الدّفاع، الطّاقة، والدبلوماسية، تعود إلى عقود. إلا أنّ موسكو لم تعد تسعى إلى احتكار هذه العلاقة، بل تُبدي احترامًا وتقديرًا لسياسة الجزائر الخارجية المستقلة، التي ترفض منطق الانحياز.
ولذلك، لم تعد روسيا تعتبر الجزائر حليفًا تلقائيًا، بل شريكًا سياديًا يمكن بناء علاقة مستقرة ومفيدة معه، مبنية على المصالح المشتركة: مثل الأمن الإقليمي، التّعاون في مجال الطّاقة، والتّنسيق في ملفات ليبيا، السّاحل الإفريقي، وغيرها.
ويتقاسم البلدان تصورًا مشتركًا لعالم متعدّد الأقطاب، يقوم على احترام سيادة الدّول ومبدأ عدم التّدخل. ومن جانبها، يمكن للجزائر أن تعزّز دورها الدبلوماسي في منطقة المتوسط وإفريقيا، وتزيد من تأثيرها الإقليمي. أمّا روسيا، ورغم تأثير العقوبات الغربية، فإنها تواصل جهودها لتوسيع نفوذها خارج أوروبا.
وتستند هذه الشّراكة اليوم إلى مبدأ التّكامل: حيث توفّر موسكو خبراتها العسكرية والتكنولوجية، بينما تقدّم الجزائر شبكتها الإقليمية وقدراتها في الوساطة. ويتجنب الطرفان الخطابات الإيديولوجية، ويفضّلان المشاريع العملية والمواقف المنسّقة في الساحات الدولية.
في مرحلة ما بعد عام 2022، لم تعد روسيا تسعى إلى بناء تحالفات جامدة، بل إلى علاقات استراتيجية مرنة، قائمة على الاحترام المتبادل وتوافق المصالح. والجزائر، التّي ظلّت متمسّكة بمبدأ عدم الانحياز، تمثّل نموذجًا مثاليًا لهذا التوجه. وعليه، فإنّ علاقتهما ليست صاخبة أو استعراضية، لكنّها ترتكز على استقرار هادئ، قائم على تاريخ مشترك، ومدعوم بتقارب في الرؤى، ومتكيّف مع واقع نظام دولي يعاد تشكيله.
قرار وزارة الداخلية القاضي برفض الترخيص لمسيرة سلمية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، لا يُمكن فصله…
التكوُّن التطوري للنظام السياسي الجزائري بقلم: سفيان جيلالي "الفكر العقيم يؤدي إلى فعلٍ أعمى." –…
نحن، الأحزاب السياسية الموقعة أدناه، إحساسا بروح المسؤولية وتمسكا بمصالح بلادنا، قررنا مع إحترامنا لإختلاف…
إن الحزب السياسي، وخاصة إذا كان في صفوف المعارضة، من واجبه أن ينتقد، وأن يقدم…
في خضم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة على الصعيد العالمي، ندرك نحن الجزائريون أن بلادنا ليست بمنأى…
Algeriepatriotique: أطلقتم تصريحًا غاضبًا على منصة "إكس" بعد قرار تسوية تجارة "الكابة"، الذي تعتبره السلطات…